٤ - فتح باب الخروج لهن لغير ضرورة شرعية، فإنهم - أي أهل زمانه - ضموا لأيام المولد النبوي الثلاثة يوم الاثنين لزيارة الحسين، وجعلوا يوم الأربعاء لزيارة نفيسة. فالتزمن الزيارة في تلك الأيام لما يقصدن من أغراض الله أعلم بها.
قال ابن الحاج: ولو حكى هذا عن الرجال لكان فيه شناعة وقبح فكيف به في النساء، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
هذا ما ذكره ابن الحاج في " المدخل " من مفاسد الاحتفالات بالمولد في زمانه بالنسبة لمن يقصدن المولد. ثم قسم الذين يعملون المولد في ذلك الزمن لا لقصد المولد إلى خمسة أقسام:
أحدها: من له فضة عند الناس متفرقة قد أعطاها لهم في بعض الأفراح والمواسم فعمل المولد ليستردها. قال ابن الحاج: فهذا قد اتصف بصفة النفاق وهو أنه يظهر خلاف ما يبطن، إذ ظاهر حاله أنه عمل المولد يبتغي به الدار الآخرة وباطنه أنه يجمع به فضته.
الثاني: من يتظاهر من ذوي الأموال بأنه من الفقراء المساكين فيعمل المولد لتزيد دنياه بمساعدة الناس له، فيزداد هذا فسادا على المفاسد المتقدم ذكرها، ويطلب من ذلك ثناء الناس عليه بما ليس فيه.