للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع فجاء رجل من أهل البادية فقال: يا محمد أتانا رسولك فزعم أنك تزعم أن الله أرسلك، قال: " صدق "، إلى أن قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا، قال: " صدق " قال فبالذي أرسلك: آلله أمرك بهذا؟ قال: " نعم " (١)» الحديث.

وثبت «أن النبي صلى الله عليه وسلم حدث أصحابه عن المسيح الدجال فقيل له: ما لبثه في الأرض؟ قال: " أربعون يوما: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم " فقيل: يا رسول الله اليوم الذي كسنة أيكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: " لا، اقدروا له " (٢)» فلم يعتبر اليوم الذي كسنة يوما واحدا يكفي فيه خمس صلوات بل أوجب فيه خمس صلوات في كل أربع وعشرين ساعة، وأمرهم أن يوزعوها على أوقاتها اعتبارا بالأبعاد الزمنية إلى بين أوقاتها في اليوم العادي في بلادهم.

فيجب على المسلمين في البلاد المسئول عن تحديد أوقات الصلوات فيها أن يحددوا أوقات صلاتهم معتمدين في ذلك على أقرب بلاد إليهم يتمايز فيها الليل من النهار وتعرف فيها أوقات الصلوات الخمس بعلاماتها الشرعية في كل أربع وعشرين ساعة.

وكذلك يجب عليهم صيام شهر رمضان وعليهم أن يقدروا لصيامهم


(١) صحيح البخاري العلم (٦٣)، صحيح مسلم الإيمان (١٢)، سنن الترمذي الزكاة (٦١٩)، سنن النسائي الصيام (٢٠٩٣)، سنن أبي داود الصلاة (٤٨٦)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٤٠٢)، مسند أحمد (٣/ ١٦٨)، سنن الدارمي الطهارة (٦٥٠).
(٢) صحيح مسلم الفتن وأشراط الساعة (٢٩٣٧)، سنن الترمذي الفتن (٢٢٤٠)، سنن أبي داود الملاحم (٤٣٢١)، سنن ابن ماجه الفتن (٤٠٧٥).