وبهذا يتبين أن تعريف الصبر يختلف باختلاف الموطن الذي يحتاج إليه وفيه، فالصبر لفظ عام، وربما خولف بين أسمائه بحسب اختلاف مواقعه، فإن كان حبس النفس لمصيبة سمي صبرا لا غير ويضاده الجزع، وإن كان في محاربة سمي شجاعة ويضاده الجبن، وإن كان في نائبة مضجرة سمي رحب الصدر ويضاده الضجر، وإن كان في إمساك الكلام سمي كتمانا ويضاده الإفشاء (١)، وإن كان في كظم الغيظ والغضب سمي حلما ويضاده التذمر، وإن كان عن فضول العيش سمي زهدا ويضاده الحرص، وإن كان صبرا على قدر يسير من الحظوظ سمي قناعة، ويضاده الشره، فأكثر أخلاق الإيمان داخل في الصبر