للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والصبر المندوب: هو الصبر على فعل المستحبات، وعن فعل المكروهات، أو عما هو خلاف الأفضل والأمثل، ومثال ذلك: أن مقابلة السيئة بمثلها جائزة في الإسلام، وأفضل منها العفو والصفح، ومن هنا يكون الصبر عن مقابلة السيئة بمثلها أمرا مندوبا (١)، يقول عز وجل: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} (٢)، ويقول أيضا: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (٣).

والصبر المحظور: هو صبر الإنسان عن الطعام والشراب حتى الموت، وكذا صبره عن الميتة والدم ولحم الخنزير عند المخمصة إذا خاف بتركه الموت، وكذا صبره على ما يقصد هلاكه من سبع أو حية أو حريق أو كافر يريد قتله.

والصبر المكروه: هو الصبر على فعل المكروه، والصبر على فعل المستحب، كصبر الرجل عن الطعام والشراب واللباس وجماع أهله حتى يتضرر بذلك بدنه.

وأما الصبر المباح: فهو الصبر عن كل فعل مستوي الطرفين خير بين فعله وتركه والصبر عليه (٤).


(١) انظر: د. يوسف القرضاوى، الصبر في القرآن، ص ٢٩.
(٢) سورة النحل الآية ١٢٦
(٣) سورة الشورى الآية ٤٠
(٤) انظر: ابن القيم، عدة الصابرين، ص ٣٤، ٣٥.