للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جسدية مستعصية تعطله عن الحركة، أو فشل ذريع في محاولة خطط عليها مستقبله (١)، ونحو ذلك من أنواع المحن والبلايا والمصائب التي تصيب البشر والتي أكد الله عز وجل وقوعها بقوله: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ} (٢).

والصبر على ذلك من أعلى مقامات الصبر، ويتأكد وقوع البلاء في حق المؤمنين الصادقين، وعلى قدر الإيمان واليقين يكون الابتلاء، ولذا فإن الأنبياء - صفوة البشر - هم أشد الخلق ابتلاء في دار الابتلاء، كما ورد في حديث مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنهما أنه قال: «قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة (٣)».

فالصبر على المحن والمصائب يكفر الله به الخطايا، ويمحو به


(١) انظر: د. صالح الخزيم، الصبر، ص ٢٧.
(٢) سورة البقرة الآية ١٥٥
(٣) سنن الترمذي الزهد (٢٣٩٨)، سنن ابن ماجه الفتن (٤٠٢٣)، مسند أحمد (١/ ١٨٥)، سنن الدارمي الرقاق (٢٧٨٣).