ولعل أبرز ما يذكر في الالتزام بهذا الأدب: أم سليم رضي الله عنها زوجة أبي طلحة رضي الله عنه عندما توفي ولدها منه، وأبوه غائب، فتجلدت وصبرت صبرا جميلا، حيث هيأت ابنها للدفن ونحته في جانب المنزل، ولما قدم أبو طلحة جهزت له أكله، وتزينت له حتى أصاب منها حاجته، ولما سأل عن الصبي أخفت عنه موته، وأوهمته بأنه سكنت نفسه بالنوم لوجود العافية، وذلك حرصا منها على عدم إزعاج زوجها بموت ابنه ليبيت مستريحا بلا حزن. ولما أصبح أخبرته بموته فحمد الله واسترجع، وغدا على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فدعا لهما بأن يبارك لهما في ليلتهما.
يقول سفيان بن عيينة: قال رجل من الأنصار: رأيت لهما تسعة أولاد كلهم قد قرأ القرآن.