للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١ - الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره:

وذلك بألا يكون في قلبه شيء من الجزع على ما قضاه الله وقدره عليه، وألا ييأس على ما فاته، ولا يفرح بما جاءه، ويوقن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (١) {لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (٢)، وقال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} (٣).

قال علقمة لما سئل عن هذه الآية: هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيرضى لها ويسلم (٤) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط (٥)».


(١) سورة الحديد الآية ٢٢
(٢) سورة الحديد الآية ٢٣
(٣) سورة التغابن الآية ١١
(٤) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج ٤ ص ٤٠٠، ٤٥١. والمنبجي، تسلية أهل المصائب، ص ٢٠٩.
(٥) رواه الترمذي في سننه في كتاب الزهد، باب (ما جاء في الصبر على البلاء)، الحديث رقم ٢٤٠١، ج ٤ ص ٦٠١، وقال: حديث حسن غريب. ورواه ابن ماجه في سننه في كتاب الفتن، باب (الصبر على البلاء)، الحديث رقم ٤٥٣١، ص ٦٦٦، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم ٤٦/ ١، ج ١ ص ٢٧٦.