للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جاءت لتهلكك، وإنما جاءت لتمتحن صبرك وإيمانك. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى: أنا عند حسن ظن عبدي بي (١)». وسئل القاسم بن محمد عن الجزع، فقال: القول السيئ، والظن السيئ (٢).

ومن حسن الظن بالله أن يوقن المبتلى بأن ما أصابه من بلاء هو خير له، وإن ظهر له في صورة الشر، فإن الله عز وجل لا يقضي لعباده إلا خيرا، علمه من علمه، وجهله من جهله، فما يقضيه الله من المنع لعبده المؤمن، عطاء وإن كان في صورة المنع، ونعمة وإن كان في صورة محنة، وبلاؤه عافية وإن كان في صورة بلية، ولكن لجهل العبد وظلمه وقصر نظره لا يعد العطاء والنعمة والعافية إلا ما التذ به في العاجل، وتمتع به في القريب، وكان ملائما لطبعه خاليا من الأذى، وما علم أن فيما أصابه من بلاء شحذا لقواه، وعلوا لهمته، وتكفيرا لسيئاته، ورفعا لدرجاته، ومضاعفة لحسناته (٣).


(١) رواه البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد، الباب (١٥)، الحديث رقم ٧٤٠٥، ج ١٣ ص ٣٨٤. ورواه مسلم في صحيحه في كتاب (الذكر والدعاء)، باب (الحث على ذكر الله)، ج ١٧ ص ٢، وص ١١، ١٢.
(٢) ابن القيم، عدة الصابرين، ص ٢٧٣.
(٣) انظر: ابن القيم، مدارج السالكين، ج ٢ ص ١٦٢، ١٦٣.