للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأغذية المحركة للشهوة، إما بنوعها أو بكميتها وكثرتها ليحسم هذه المادة بتقليلها، فإن لم تنحسم فليبادر إلى الصوم، فإنه يضعف مجاري الشهوة ويكسر حدتها، ولا سيما إذا كان أكله وقت الفطر معتدلا.

والثاني: أن يتجنب محرك الطلب وهو النظر، فيقصر لجام طرفه ما أمكنه، فإن داعي الإرادة والشهوة إنما يهيج بالنظر، والنظر يحرك القلب بالشهوة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة (١)». وهو سهم يسدده إبليس نحو العبد ولا ترس يمنعه منه إلا غض البصر أو الهرب من صوب رميه، فإنه إنما يرمي هذا السهم عن قوس الصور فإذا انقلب العبد عن صوب الصور لم يصبه سهمه.

الثالث: تسلية النفس بالمباح المعوض عن المحرم من جنسه، فإن كل ما يشتهيه الطبع ففيما أباحه الله من جنسه غنية عنه. وهذا هو الدواء النافع في حق أكثر الناس.


(١) رواه الحاكم في المستدرك في كتاب الرقاق، الحديث رقم ٧٨٧٥، ج ٤ ص ٣٤٩، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.