كتاب مجلة البحوث الإسلامية

المبحث الثاني ما يعين على الصبر عن المعصية - خامسا التفكر في مفاسد المعصية وسوء عاقبتها - ج: 75 - ص: 215

عواقبها يعينه بلا شك على الصبر عنها، فإنه لو لم يكن جنة ولا نار لكان في هذه المفاسد وسوء العواقب ما ينهى عن إجابة الداعي إلى المعصية.

ومن ذلك: زوال النعم ونقصان الرزق، فما أذنب عبد ذنبا إلا زالت عنه نعمة من الله بحسب ذلك الذنب، ولا تزال الذنوب تزيل عنه النعم نعمة بعد نعمة حتى تسلب منه النعم كلها. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه (١)».

ويقول بعض السلف: (أذنبت ذنبا فحرمت قيام الليل سنة) (٢).

ومن ذلك: إعراض الله وملائكته وعباده عن العاصي، وسواد وجهه، وظلمة قلبه، وشدة قلقه، وتمزق شمله، ومرضه الذي إذا استحكم به فهو الموت ولا بد.

ومن ذلك أيضا: زوال الطمأنينة بالله والسكون إليه، وضياع أعز الأشياء عليه وهو الوقت الذي لا عوض عنه. وبالجملة فآثار المعصية القبيحة أكثر من أن يحيط بها العبد علما، فشرور الدنيا

---

(١) رواه الإمام أحمد في المسند من حديث ثوبان رضي الله عنه، الحديث رقم ٢٢٤١٣، ج ٣٧ ص ٩٥. كما رواه ابن ماجه في سننه في باب القدر، الحديث رقم ٩٠، ص ٣٢، وقد ضعفه الألباني في تحقيقه لسنن ابن ماجه.
(٢) ابن القيم، طريق الهجرتين ص ٢٧١.