للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ففي كل قدر لطف، وفي كل بلاء نعمة (١). وفيه يقول ابن عطاء الله السكندري: من ظن انفكاك لطفه عن قدره، فذلك لقصور نظره {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (٢). (٣)

وأكد النبي صلى الله عليه وسلم على فرج الله ونصره فقال: «اعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا (٤)».

وفي اليقين بالفرج يقول ابن القيم:. . . انتظار روح الفرج، يعني: راحته ونسيمه ولذته، فإن انتظاره ومطالبته وترقبه يخفف حمل المشقة، ولا سيما عند قوة الرجاء أو القطع بالفرج، فإنه يجد في حشو البلاء من روح الفرج ونسيمه وراحته ما هو من خفي الألطاف وما هو فرج معجل (٥).

ورد أن أبا عبيدة حصر فكتب إليه عمر يقول: مهما ينزل بامرئ من شدة يجعل الله بعدها فرجا، وإنه لن يغلب عسر يسرين (٦).


(١) انظر: د. يوسف القرضاوي، الصبر في القرآن، ص ٩١، ٩٢
(٢) سورة يوسف الآية ١٠٠
(٣) المرجع السابق، ص ٩٢، ٩٣
(٤) تقدم معنا هذا الحديث وتخريجه في ص ١٨٩ من هذا البحث
(٥) مدارج السالكين، ج ٢ ص ١٢٧
(٦) ابن رجب، جامع العلوم والحكم، ج ١ ص ٤٩٢، ٤٩٣