للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أي: ما بعث به رسوله من الهدى ودين الحق، بمجرد جدالهم وافترائهم، فمثلهم في ذلك كمثل من يريد أن يطفئ شعاع الشمس، أو نور القمر بنفخه، وهذا لا سبيل إليه، فكذلك ما أرسل الله به رسوله لا بد أن يتم ويظهر، ولهذا قال مقابلا لهم فيما راموه وأرادوه: {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (١).

وقال تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (٢)، وهو القرآن.

وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} (٣) وهو القرآن.

وقال تعالى: {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} (٤)، وهو القرآن.

قال ابن القيم: وجعل كتابه نورا،. . ودينه نورا. . . (٥)

ومما سبق يتضح أن الله سمى كتابه نورا، وسمى دينه نورا؛ لما يشتمل عليه النور من الهدى والحق والصواب، والتوفيق والطهر والنقاء والصفاء. . .


(١) سورة التوبة الآية ٣٢
(٢) سورة التغابن الآية ٨
(٣) سورة النساء الآية ١٧٤
(٤) سورة الشورى الآية ٥٢
(٥) اجتماع الجيوش ص ٦.