للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن كثير: أي: من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الإيمان والعلم، وقد سمي الله تعالى الوحي الذي أنزله نورا؛ لما يحصل به من الهدى، كما سماه روحا؛ لما يحصل به من حياة القلوب فقال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (١).

وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} (٢) {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} (٣).

قال ابن القيم: وقد سماه الله سراجا منيرا، وسمي الشمس سراجا وهاجا.

والمنير: هو الذي ينير من غير إحراق بخلاف الوهاج، فإن فيه نوع إحراق وتوهج (٤).

إنه أنار وفتح عيونا عميا، وأذانا صما، وقلوبا غلفا، وأخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، فيستحق أن يكون من أسمائه [السراج المنير].


(١) سورة الشورى الآية ٥٢
(٢) سورة الأحزاب الآية ٤٥
(٣) سورة الأحزاب الآية ٤٦
(٤) زاد المعاد ج ١ ص ٩٧.