للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق خلقه في ظلمة، وألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضل (١)».

قال ابن تيمية: ثم إن الله تعالى ضرب مثل نوره الذي في قلوب المؤمنين بالنور الذي في المصباح، وهو في نفسه نور، وهو منور لغيره، فإذا كان نوره في القلوب هو نور، وهو منور، فهو في نفسه أحق بذلك، وقد علم أن كل ما هو نور فهو منور (٢).

قال ابن كثير: المشكاة: الكوة التي لا منفذ لها ... ، والمصباح: النور، وهو القرآن الذي في صدره، والمصباح في زجاجة: أي: هذا الضوء مشرق في زجاجة صافية ... ، كوكب دري: أي: مضيء مبين ضخم ... ، نور على نور: أي: نور النار ونور الزيت، وقيل: فهو يتقلب في خمسة من النور: فكلامه نور، وعمله نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، ومصيره إلى النور يوم القيامة إلى الجنة، وقيل: نور النار ونور الزيت، حين اجتمعا أضاءا، ولا يضيء واحد بغير صاحبه


(١) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، ج ٥ ص ٢٦ رقم ٢٦٤٢، ثم قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، وقال المبارك فوري: وأخرجه أحمد والحاكم وصححه ابن حبان، في تحفة الأحوذي ج ٧ ص ٤٠١.
(٢) مجموع فتاوى ابن تيمية ج ٦ ص ٣٩٢.