للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والمريد بعمله الدنيا يبحث عن المادة كالمال والمنصب (١).

حكمه: إن كان مراد العبد من عمله منحصرا في العمل لأجل الدنيا، فهذا ليس له في الآخرة نصيب، وإن كان مراده من عمله وجه الله والدنيا والقصدان متقاربان فهذا شرك أصغر. وإن كان مراد العبد من عمله وجه الله وحده لكنه يأخذ على عمله جعلا يستعين به على العمل، فهذا لا يضر أخذه على إيمان العبد إن شاء الله تعالى (٢).

الأدلة على تحريمه: من الأدلة على تحريمه قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ} (٣) {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (٤).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة (٥)». . . " الحديث (٦). وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله - عز وجل - لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرف


(١) انظر: تيسير العزيز الحميد، ص ٢٧٣.
(٢) انظر: القول السديد، ص ١٤٢، ١٤٣، ومجلة البحوث العدد ٣٧ ص ٢٢٤.
(٣) سورة هود الآية ١٥
(٤) سورة هود الآية ١٦
(٥) صحيح البخاري الجهاد والسير (٢٨٨٧)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٣٦).
(٦) رواه البخاري في الجهاد باب ٧٠ والرقاق باب ١٠، وابن ماجه في الزهد باب ٨، عن أبي هريرة.