كتاب مجلة البحوث الإسلامية

الكفر - أنواعه - ج: 76 - ص: 151

المسلمين بعضهم بعضا أنه كفر ومن يفعل ذلك كافرا، مع قوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} (١) فأثبت لهم الإيمان.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن (٢)» الحديث (٣)، زاد في رواية: «ولا يقتل وهو مؤمن (٤)».

مع حديث أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: «ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة " قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: " وإن زنى وإن سرق -ثلاثا - (٥)» الحديث (٦)، فهذا يدل على أن الإيمان لا ينتفي عن الزاني والسارق وشارب الخمر والقاتل؛ إذ لو انتفى بالكلية لم يثبت له دخول الجنة، وإنما ينتفي عنه كمال الإيمان.

---

(١) سورة الحجرات الآية ٩
(٢) صحيح البخاري الفرائض (٦٨١٠)، صحيح مسلم الإيمان (٥٧)، سنن الترمذي الإيمان (٢٦٢٥)، سنن النسائي الأشربة (٥٦٦٠)، سنن أبي داود السنة (٤٦٨٩)، سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٣٦)، مسند أحمد (٢/ ٣٨٦)، سنن الدارمي الأشربة (٢١٠٦).
(٣) رواه البخاري ج ٣ ص ١٧٨، ومسلم في كتاب الإيمان باب ٢٤ برقم ١٠٤، ١٠٥.
(٤) رواه النسائي في القسامة باب تأويل قوله تعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا)، وانظر: جامع الأصول حديث ٩٣٧٠.
(٥) صحيح البخاري اللباس (٥٨٢٧)، صحيح مسلم الإيمان (٩٤)، سنن الترمذي الإيمان (٢٦٤٤)، مسند أحمد (٥/ ١٦٦).
(٦) رواه البخاري، ج ٧، ص ١٩٢، ومسلم في كتاب الإيمان ١٥٤.