والجهمية، وغيرهم ممن غلا أو جفا، وفرط أو أفرط، وانحرف عن الطريق السوي طريق الكتاب والسنة، وبقيت هذه الطائفة المنصورة - أهل السنة والجماعة - على الهدي المبين وسطا بين الغلو والإفراط وبين الجفاء والتفريط، ومن ذلك عقيدة أهل السنة والجماعة في القدر، وكان من توفيق الله - عز وجل - أن كتبت بحثا عن أقسام الناس في القدر (١)، فرأيت أن أفرد معتقد أهل السنة والجماعة في القدر ببحث خاص؛ لأبين فيه وسطية أهل السنة والجماعة في هذه المسألة العظيمة والتي هي الركن السادس من أركان الإيمان، خصوصا في هذا العصر الذي كثر فيه التفرق وتشتت فيه السبل، وأصبحت الحاجة فيه ماسة إلى إيضاح الحق وبيان قضايا العقيدة في ضوء كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - حسب فهم سلفنا الصالح؛ ليكون هداية للطالبين وتذكرة للمسترشدين وتنبيها للغافلين، سائلا المولى - تبارك