للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومساكنهم وشتتوهم في أطراف الأرض، فأخبرهم ربهم تبارك وتعالى أنه كتب في الذكر الأول أنهم يرثون الأرض من الكفار، ثم كتب ذلك في الكتب التي أنزلها على رسله، والكتاب قد أطلق عليه الذكر في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث: «كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء (١)»، فهذا هو الذكر الذي كتب فيه أن الدنيا تصير لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - " (٢).

ومن الأدلة في ذلك من السنة حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أول ما خلق الله القلم، قال له: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة (٣)».

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كتب الله مقادير


(١) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب القدر (٤/ ٧٢).
(٢) شفاء العليل ص (٨٨).
(٣) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٥/ ٣١٧، وأبو داود: كتاب السنة ٥/ ٧٦، والترمذي: كتاب القدر (٤/ ٤٥٨)، وابن أبي عاصم في السنة (١/ ٤٨)، رقم (١٠٨)، وقال الألباني: حديث صحيح. انظر السنة لابن أبي عاصم (١/ ٤٧ - ٥٠).