للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

" اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك (١)».

يقول العلامة ابن القيم: وهذه المرتبة قد دل عليها إجماع الرسل من أولهم إلى آخرهم، وجميع الكتب المنزلة من عند الله، والفطر التي فطر الله عليها خلقه، وأدلة العقول والبيان، وليس في الوجود موجب ومقتض إلا مشيئة الله وحده، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، هذا عموم التوحيد الذي لا يقوم إلا به، والمسلمون من أولهم إلى آخرهم مجمعون على أنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكون، وخالفهم في ذلك من ليس منهم في هذا الموضع، وإن كان منهم في موضع آخر، فجوزوا أن يكون في الوجود ما لا يشاء وأن يشاء ما لا يكون، وخالف الرسل كلهم وأتباعهم من نفى مشيئة الله بالكلية ولم يثبت له -سبحانه - مشيئة واختيارا أوجد بها الخلق، كما يقوله طوائف من أعداء الرسل من الفلاسفة وأتباعهم (٢).


(١) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب القدر (٤/ ٢٠٤٥).
(٢) شفاء العليل ص (٩٦).