ثم روي عن محمد بن محمد بن سيرين، عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه أنه وصى من استنصحه لما قتل عثمان رضي الله عنه فقال: " عليك بالجماعة، فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة"
وقال قوم: المراد بالجماعة: الصحابة دون من بعدهم.
وقال قوم: المراد بهم: أهل العلم؛ لأن الله جعلهم حجة على الخلق، والناس تبع لهم في أمر الدين.
ثم قال الطبري بعد حكاية تلك الأقوال: " والصواب أن المراد من الخبر لزوم الجماعة الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره، فمن نكث بيعته خرج عن الجماعة" (١).
وساق الإمام الشاطبي - رحمه الله- بعض الأحاديث التي ورد فيها لفظ (الجماعة) ثم قال: " اختلف الناس في معنى الجماعة المرادة في هذه الأحاديث على خمسة أقوال: أحدها: أنها السواد الأعظم من أهل الإسلام ... فعلى هذا القول يدخل في الجماعة مجتهدو الأمة وعلماؤها، وأهل الشريعة العاملون بها، ومن سواهم داخل في حكمهم؛ لأنهم تابعون لهم مقتدون بهم.
الثاني: أنها جماعة أئمة العلماء المجتهدين، فعلى هذا القول لا