للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي " سنن ابن ماجه " (١) من حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: «والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار ". قيل: يا رسول الله، من هم؟ قال: " الجماعة (٢)». وهو حديث حسن.

والجماعة في هذين الحديثين هي الجماعة المذكورة في الأحاديث التي سبق ذكرها كما تقدمت حكاية ذلك عن الشاطبي في مبحث "معنى الجماعة".

وإذا تقرر أن الفرقة الناجية هي الجماعة، فالفرقة الناجية هي الطائفة المنصورة عند أهل العلم:

قال ابن رجب (٣) رحمه الله: " وأما فتنة الشبهات والأهواء المضلة فسببها تفرق أهل القبلة، وصاروا شيعا، وكفر بعضهم بعضا، وأصبحوا أعداء وفرقا وأضرابا بعد أن كانوا قلوبهم على قلب رجل واحد، فلم ينج من هذه الفرق كلها إلا الفرقة الواحدة الناجية وهم المذكورون في قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك (٤)» ... ".


(١) سنن ابن ماجه (كتاب الفتن، ح ٣٩٩٢).
(٢) سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٩٢).
(٣) كشف الكربة (ص ١٦).
(٤) صحيح البخاري المناقب (٣٦٤١)، مسند أحمد (٤/ ١٠١).