للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فحديث عمر قد اشتمل على الأمر الصريح بلزوم الجماعة، وحديث حذيفة جاء بصيغة الخبر ولكنه بمعنى الأمر، والأمر يقتضي الوجوب.

قال ابن بطال - رحمه الله- عن حديث حذيفة: " فيه حجة لجماعة الفقهاء في وجوب لزوم جماعة المسلمين، وترك الخروج على أئمة الجور " (١).

وجاء في حديث ابن عمر (٢) وغيره النهي عن الفرقة، والنهي يقتضي التحريم.

وقد تواطأت على الأمر بلزوم الجماعة والنهي عن مفارقتها نصوص الكتاب:

فيقول تبارك وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (٣) {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (٤).

وروى ابن جرير رحمه الله بسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (٥) قال: الجماعة (٦).


(١) حكاه ابن حجر في الفتح (١٣/ ٣٧).
(٢) سبق (برقم ١٧).
(٣) سورة آل عمران الآية ١٠٢
(٤) سورة آل عمران الآية ١٠٣
(٥) سورة آل عمران الآية ١٠٣
(٦) تفسير ابن جرير (٣/ ٣٠).