للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومما يؤكد كذلك وجوب لزوم الجماعة وحرمة مفارقتها أن من عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يرون الصلاة والجهاد مع الأئمة وإن كانوا ظلمة فجرة، وذلك للحفاظ على الجماعة، يقول الإمام أبو إسماعيل الصابوني -رحمه الله-: "ويرى أصحاب الحديث الجمعة والعيدين وغيرهما من الصلوات خلف كل إمام برا كان أو فاجرا" ويرون جهاد الكفار معهم وإن كانوا جورة فجرة ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح وبسط العدل في الرعية" (١).

وكان عبد الله بن عمر وأنس بن مالك رضي الله عنهما يصليان (٢) خلف الحجاج بن يوسف وهو معروف بظلمه وجوره.

وكان ابن مسعود رضي الله عنه يصلي خلف الوليد بن عقبة بن أبي معيط حين كان أميرا بالكوفة وكان يشرب الخمر، وقد صلى الصبح أربعا، ثم قال: "أزيدكم فقال له ابن مسعود: " ما زلنا معك منذ اليوم في زيادة" (٣).

وذكر الحافظ ابن حجر في ترجمة الوليد: أن قصة صلاته بالناس الصبح أربعا مشهورة مخرجة (٤).


(١) عقيدة أصحاب الحديث (ص ٩٢).
(٢) صحيح البخاري.
(٣) شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (ص ٤٢٢).
(٤) الإصابة (١٠/ ٣١٣).