للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن عبد الرحمن بن يزيد قال: قيل لسلمان: قد علمكم نبيكم - صلى الله عليه وسلم - كل شيء حتى الخراء؟؟ فقال سلمان أجل، «نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول أو نستنجي باليمين أو أن يستنجي أحدنا بأقل من ثلاثة أحجار أو أن نستنجي برجيع أو بعظم (١)» رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح (٢).

فمن هذا يتضح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلقى هذا الدين عن ربه جل وعلا كاملا لا يعتريه نقص، شاملا لجميع متطلبات الناس وهذا مقتضى حكمته وعدله لأنه سبحانه لا يطلب من عباده أن يأتمروا بأمر أو ينتهوا عن نهي إلا وقد وضحه لهم أتم توضيح كم قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (٣)، وكما قال سبحانه: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} (٤). ب- الحث على السنة والتمسك بها ونشرها:

أوجب الله على هذه الأمة أن تتبع في أمر دينها نبيها محمدا - صلى الله عليه وسلم -: تأتمر بأمره وتنتهج سنته وتنزجر عما عنه نهاها كما قال سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (٥) يوضح هذا قوله - صلى الله عليه وسلم -: «ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم (٦)» رواه الشيخان (٧).

وهي حينما تقتدي به في هذا إنما ستفعله لأنه السبيل الوحيد الذي يرضى الله عنه لأن ما يصدر عنه - صلى الله عليه وسلم - إنما هو وحي يوحى من عند الله كما قال سبحانه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} (٨) {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} (٩).


(١) صحيح مسلم الطهارة (٢٦٢)، سنن الترمذي الطهارة (١٦)، سنن النسائي الطهارة (٤١)، سنن أبو داود الطهارة (٧)، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (٣١٦)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٤٣٩).
(٢) الجامع الصحيح ٢٤/ ١
(٣) سورة الإسراء الآية ١٥
(٤) سورة النساء الآية ١٦٥
(٥) سورة الحشر الآية ٧
(٦) صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (٧٢٨٨)، صحيح مسلم الفضائل (١٣٣٧)، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦١٩)، سنن ابن ماجه المقدمة (٢)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٥٠٨).
(٧) الأربعون النووية الحديث التاسع
(٨) سورة النجم الآية ٣
(٩) سورة النجم الآية ٤