لذلك كان الأصل في الآدمي أن يكون هو المالك للمال، لا أن يكون هو المال، وقد سخر الله تعالى له ما في الأرض جميعا، ولكن لما كان يقع عليه بالرق الملك، والتقوم، والإحراز، والتمول، وهي من خصائص المال، شابه الحيوان والمتاع في ذلك، فصار له شبهان مختلفان حكما، هما: المالية، والآدمية. فوقع عند الفقهاء الكلام في ماليته، رغبة في مراعاتها مع مراعاة بقاء التكريم الذي ذكرناه آنفا عملا بالشبهين جميعا.
لذا فقد اتفق الفقهاء -رحمهم الله تعالى- على أن الآدمي الحر ليس بمال وتواترت عباراتهم في ذلك، وقد جاء الوعيد الشديد فيمن تمول حرا وباعه وأكل ثمنه، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر،