للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيه إلا شذاذ من البشر، حتى أعداء الرسل المكذبون لهم، قال الله عنهم: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} (١)، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} (٢)، كل ذلك مقرون به.

يا قوم: يا من توجهتم لضرائح الأولياء والصالحين:

أليس الله بأقرب لكم منهم؟

أليس الله بأرحم بكم منهم؟

أليس الله بأسمع لدعائكم منهم؟

أمركم أن تدعوه ووعدكم بالإجابة: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (٣)، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (٤).

هل تريدون منهم الشفاعة؟ فالشفاعة ملك لله تطلب من مالكها، {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} (٥)، والشافع لا يشفع إلا بعد رضا الله وإذنه، له أن يشفع له؛ أن يشفع لذلك الإنسان، {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} (٦).


(١) سورة الزخرف الآية ٨٧
(٢) سورة الزخرف الآية ٩
(٣) سورة غافر الآية ٦٠
(٤) سورة البقرة الآية ١٨٦
(٥) سورة الزمر الآية ٤٤
(٦) سورة النجم الآية ٢٦