للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قدير.

عباد الله، حجاج بيت الله الحرام، احترموا البيت الحرام، واحترموا أمنه وطمأنينته، فذاك واجب شرعي {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (١)، أنتم في هذه المشاعر المقدسة بجوار البيت العتيق، أنتم في يوم عرفة ذلك اليوم العظيم من أيام الله، فتقربوا فيه بطاعته ألحوا فيه من الدعاء والتضرع، فخير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قال النبي في يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

ما من يوم أكثر من أن يعتق فيه عبيده من يوم عرفة، وإنه ليبدو فيباهي بكم الملائكة، ينزل ربكم في هذا اليوم إلى سمائه الدنيا فيباهي بكم أهل السماء، يقول: «انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا، أشهدكم أني قد غفرت لهم (٢)».

اجتنبوا الرفث والفسوق والعصيان، فإنه ينقص الحج أو يفسده فالله يقول: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} (٣).

قفوا في عرفة إلى الغروب ولا تنصرفوا منها إلا بعد غروب الشمس اقتداء وتأسيا بسيد الأولين والآخرين، صلوا في عرفة الظهر


(١) سورة الحج الآية ٢٥
(٢) مسند أحمد (٢/ ٣٠٥).
(٣) سورة البقرة الآية ١٩٧