للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأهل الميت من أقاربهم أو جيرانهم فيبعث إليهم، مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما جاءه نعي جعفر فقال لأهله: «اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم (١)»، أخرجه الخمسة إلا النسائي. هذا هو المشروع، أما أن يحملوا بلاء مع بلائهم، ويكلفوا ليضعوا طعاما للناس فهو خلاف السنة، وهو بدعة؛ لما ذكرنا أنفا، ولقول جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: (كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة)، والنياحة هي: رفع الصوت بالبكاء وهي محرمة، والميت يعذب في قبره بما يناح عليه، كما صحت به السنة عن النبي عليه الصلاة والسلام، فيجب الحذر من ذلك. أما البكاء فلا بأس به إذا كان بدمع العين فقط بدون نياحة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم: «إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون (٢)».


(١) رواه الإمام أحمد في مسند أهل البيت برقم (١٧٥٤) والترمذي في الجنائز برقم (٩٩٨) وأبو داود في الجنائز برقم (٣١٣٢) وابن ماجه في الجنائز برقم (١٦١٠).
(٢) صحيح البخاري الجنائز (١٣٠٣)، صحيح مسلم الفضائل (٢٣١٥)، سنن أبي داود الجنائز (٣١٢٦)، مسند أحمد (٣/ ١٩٤).