للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كله وهو التشبه بالرجال، والتشبه بالكفار، ولبس الثياب الكاسية العارية وهي ما فسرناها به إما بلبس الضيق من الثياب أو الشفاف أو المفتوح ونحوه مما فيه إبراز لمفاتن المرأة، وهذا الأخير صرح فيه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل النار في قوله صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما (١)» إلى أن قال صلى الله عليه وسلم: «ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا (٢)» أخرجه مسلم.

فالإسلام كرم المرأة ولم يحرمها وعرف لها ما جبلت عليه من حب التزين والحلية يقول سبحانه وتعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} (٣)، فالإسلام راعى جانب أن المرأة منذ نشأتها وهى تحب الزينة والتحلي فلم يحرمها منها، فحرم على الرجل لبس الذهب وأباحه للمرأة وحرم على الرجل لبس الحرير وأباحه للمرأة، وحرم على الرجل لبس الأحمر الخالص وأباحه للمرأة، وهكذا كل ما كان من أمور التحلي والزينة، لكن الإسلام أيضا ضبط أمور المرأة من حيث اللباس والمشية والحجاب ونحوه كل ذلك لا منعا لزينتها حاشا وكلا بل لحفظ كرامتها وصيانتها، فالواجب على المرأة المسلمة أن تطبق شرع ربها منشرحة بذلك نفسها، عالمة


(١) صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢١٢٨)، مسند أحمد (٢/ ٤٤٠)، موطأ مالك الجامع (١٦٩٤).
(٢) صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢١٢٨)، مسند أحمد (٢/ ٤٤٠)، موطأ مالك الجامع (١٦٩٤).
(٣) سورة الزخرف الآية ١٨