للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآية: (الهدى ما تحصل به الهداية من الضلالة والشبهة وما به الهداية إلى سلوك الطرق النافعة، وقال سبحانه: (هدى) وحذف المعمول فلم يقل هدى للمصلحة الفلانية ولا للشيء الفلاني، لإرادة العموم وأنه هدى لجميع مصالح الدارين، فهو مرشد للعباد في المسائل الأصولية والفروعية، ومبين للحق من الباطل والصحيح من الضعيف، ومبين لهم كيف يسلكون الطرق النافعة لهم في دنياهم وأخراهم) (١).

إن هداية القرآن كما تكون لأهلها في الدنيا فهي الموصلة لهم أيضا إلى جنات النعيم، يقول تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} (٢) {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (٣)، فهداية القرآن لا تتحقق وتحصل إلا لمن اتبعه وتمسك به، يقول الحافظ ابن كثير: (ثم أخبر تعالى عن القرآن العظيم الذي أنزله على نبيه الكريم فقال: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} (٤) {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} (٥)، أي: طرق النجاة والسلامة ومناهج الاستقامة، {وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (٦)،


(١) تيسير الكريم الرحمن ٢٣.
(٢) سورة المائدة الآية ١٥
(٣) سورة المائدة الآية ١٦
(٤) سورة المائدة الآية ١٥
(٥) سورة المائدة الآية ١٦
(٦) سورة المائدة الآية ١٦