للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكريمة أن هذا القرآن العظيم الذي هو أعظم الكتب السماوية وأجمعها لجميع العلوم وآخرها عهدا برب العالمين جل وعلا يهدي للتي هي أقوم، أي: الطريقة التي هي أسد وأعدل وأصوب. . .، وهذه الآية الكريمة أجمل الله جل وعلا فيها جميع ما في القرآن من الهدى إلى خير الطرق وأعدلها وأصوبها، فلو تتبعنا تفصيلها على وجه الكمال لأتينا على جميع القرآن العظيم؛ لشمولها لجميع ما فيه من الهدى إلى خيري الدنيا والآخرة) (١)، ثم أطال في تفصيل ما تضمنه القرآن من الهدايات في حوالي خمسين صفحة.

وقد ذكر الزرقاني أن هداية القرآن امتازت بأنها تامة وعامة وواضحة حيث قال: (وهداية القرآن تمتاز بأنها عامة وتامة وواضحة.

أما عمومها: فلأنها تنتظم الإنس والجن في كل عصر ومصر، وفي كل زمان ومكان، قال سبحانه وتعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} (٢)، وقال جلت حكمته: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} (٣)، وقال عز اسمه: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (٤).


(١) أضواء البيان ٣/ ٤٠٩.
(٢) سورة الأنعام الآية ١٩
(٣) سورة الأنعام الآية ٩٢
(٤) سورة الأعراف الآية ١٥٨