للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن لتعليم الصغار العلم ثوابا وأجرا، ولتعليمهم القرآن مضاعفة الثواب بقدر الحروف المقروءة منه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه (١)»، وغير هذا من الأحاديث الصحيحة الكثيرة التي فيها فضل العناية بالقرآن الكريم، وقد ظل هذا الحافز الأكبر للمسلمين في غابر الزمان وحاضره ومستقبله، ليصبح الإنفاق على خدمة القرآن أعظم الأعمال أجرا، وتقربا إلى المولى جل وعلا.

إن التاريخ الإسلامي يحتفظ بصفحات مشرقة من سخاء الخلفاء، والملوك، والسلاطين، وأثرياء المسلمين بما رصدوه من الأموال والعقارات على التعليم بعامة، وعلى تعليم القرآن ونشره بخاصة، فمنه يتشعب علم الأولين والآخرين، فهو الأحق بالعناية والاهتمام، وأجدر أن يسخو الموسرون بأموالهم لتعليمه، ونشره للمسلمين، خدمة له، وإذاعة لهديه وفضائله، ليستقيم أمر الأمة، ويعلو شأنها بين الأمم، فهو سبيل إسعادهم في الدنيا والآخرة.


(١) رواه البخاري في صحيحه ٩/ ٦٦، ٦٧.