للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجهمية ومن وافقهم.

٢ - من حد الإيمان بالنطق باللسان فقط - وهم الكرامية - وإن جحد قلبه، فعلى هذا اسم المؤمن عندهم في الدنيا شمل المنافق والمعاند والزنديق؛ لأنهم أظهروا كلمة الإيمان نطقا، وإن لم يعتقدوها قلبا أو يطبقوها عملا.

أما في الآخرة فعند المعرفية من المرجئة - كالجهمية المحضة وغيرهم - لا يدخل النار إلا الملاحدة المنكرون بقلوبهم وألسنتهم وجود الله، والمكذبون بقلوبهم الرسول صلى الله عليه وسلم.

وعند الكرامية كل من نطق بلسانه دخل الجنة، وإن كان ما في قلبه خلاف ذلك، ومن لم ينطق بلسانه، بل اكتفى بتصديق قلبه وإيمانه ويقينه، فهو من أهل النار.

وبقية المرجئة مترددون ومنتقلون في هذا بينهما بشيء من الزيادة والنقصان، فمن ناقص على قولهم ومن زائد عليه كما سبق الكلام عليهم تفصيلا.

فعلى ذلك لا يضر أهل المعاصي والفسوق والمنكرات، بل الكفرة ما داموا عارفين لربهم ورسوله، مقرين لهما بقلوبهم أو ناطقين بالشهادتين بألسنتهم، فهم مع ما هم عليه من كبائر أو كفر ولو شركا مع الله، هم من أهل الجنة قطعا عند هؤلاء.

فإذا ما الحاجة إلى إرسال الرسول إلى أهل مكة وغيرهم وهم لا يعبدون الأصنام إلا لتقربهم إلى الله؟ فهم مقرون بالله مؤمنون