١ - أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فأمر بصيامه ولم يمنعه - صلى الله عليه وسلم - من أن يصوم يوما كان اليهود يصومونه لأن هذا الصيام حق في نفسه فلا يضره أن صامه اليهود.
٢ - قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة لما أخبره أن إبليس علمه آية الكرسي ليقرأها إذا أوى إلى فراشه: قال له الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «أما إنه قد صدقك وهو كذوب: ذاك شيطان» رواه البخاري (١).
فالحق يقبل ويؤخذ به مهما كان قائله ولا يضر أن يصدر من غير محق كما صوب الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما قاله إبليس لأنه حق وافق الحق.
ولو أن الخوف من مشابهة الضالين ينبغي معه مخالفتهم حتى فيما جاء الشرع به لترتب على هذا مفسدة عظيمة حيث إن البعض من الناس قد يجعل هذا مطردا يتذرع به لترك بعض المشروعات، فمثلا:
لو أن غير أهل السنة لازموا إعفاء لحاهم أو حافظوا على دقة المواعيد أو لازموا النظافة في المأكل والملبس أو تميزوا بالصناعة وإتقانها فإن هذه الأمور ونحوها قد طلبها منا الشارع الرحيم لأن فيها عزنا وخيرنا في الدنيا والآخرة فلا يجوز لمدعي الاحتراز من المسلمين أن يقول: هذه أمور تميز بها غير أهل السنة فلا يجوز أن نحرص عليها خوفا من مشابهة هؤلاء، وهذا زعم واضح البطلان، والله أعلم.