وشعور بعض الدول الإسلامية بالتخلف عنهم في الظواهر الدنيوية، كما قال سبحانه في مثل حالهم:{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}(١).
دعا هذا الأمر بعضا من الدول الإسلامية إلى تقليدهم ومحاكاة من يتصدر للقدرة والأسبقية لوضع أنظمة وقوانين تسير حياتهم، وقصرت ببعضهم الهمم وإن لم يتراخوا في الحماسة حول تطبيق الشريعة الإسلامية؛ لأن الحماسة وحدها إذا لم تحمها الشجاعة والاعتداد بالشريعة، كمصدر يسير أمورهم، وينظم حياة الشعوب؛ لأنها جاءت من الله العالم سبحانه بما يصلح المجتمعات، ويقضي على النزعات المختلفة، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فإنها لا بد أن تقف دونها العراقيل عن تحقيق الهدف، الذي وضحه للأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونجمل المعوقات في النقاط التالية، دون التوسع فيها، وإيفائها ما تستحق من الإبانة والتوضيح، ومقارنة الآثار بين كثير من مواد القانون والشريعة: في الزواجر والأوامر، وتأثر الحكم بين الحالين إيجابا وسلبا، في الأمن والحقوق، والمصالح والمفاسد، وغير ذلك؛ لأن هذا مما يطول البحث فيه، ويحوله إلى كتاب، فنقول بإيجاز: