للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات اتقى الحرام، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام (١)»، فالشبهات برزخ بين الحلال والحرام.

ومن أمثلته التمرة التي ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلها وقال: «أخشى أن تكون من الصدقة (٢)» فذلك من باب اتقاء الشبهات (٣).

الثاني: كل ما يثير الريب والشك في الأمر الثابت المستقر في نفس المسلم ومن أمثلته:

١ - أن يكون المسلم على يقين من أن دينه ثابت مستقر متحدد المبادئ يختلف جذريا عن العلمانية ويحاربها، فيأتي من يشككه في ذلك ويقول إن الإسلام دين علماني وإنه غير محدد الملامح والقسمات، وإنه قابل للتغير والتشكل وفق الظروف والأحوال الجغرافية والتاريخية، وإنه في الواقع يترك مساحات واسعة من الشؤون الحياتية مفتوحة لكل اجتهاد ورأي أيا كان، وأنه يحقق (المصلحة) وهي بدورها فكرة مبهمة، وإن تحددت أبعادها في الفكر العلماني بشكل مادي واضح،


(١) متفق عليه، رواه البخاري في كتاب البيوع ١٩١٠، ورواه مسلم في كتاب المساقاة ٢٩٩٦.
(٢) صحيح البخاري في اللقطة (٢٤٣٣)، صحيح مسلم الزكاة (١٠٧٠).
(٣) ابن القيم، إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ١/ ١٦٣.