للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد صدق واقع الأمة قول النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يحدث فيها الضلال والانحراف الفكري إلا بسبب البدع في الدين، وكلما ازداد الناس من البدع في الدين ازدادوا ضلالا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

ولم يفسد على الأمة دينها شيء مثلما أفسدته البدع، ولم تتسع دائرة الانحراف عن الدين الحق إلا بسبب البدع " ولهذا قال أئمة الإسلام كسفيان الثوري وغيره: إن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية لأن البدعة لا يتاب منها والمعصية يتاب منها، ومعنى قولهم إن البدعة لا يتاب منها: أن المبتدع الذي يتخذ دينا لم يشرعه الله ولا رسوله قد زين له سوء عمله فرآه حسنا فهو لا يتوب ما دام يراه حسنا، لأن أول التوبة العلم بأن فعله سيئ ليتوب منه أو بأنه ترك حسنا مأمورا به أمر إيجاب أو استحباب ليتوب ويفعله، فما دام يرى فعله حسنا وهو سيئ في نفس الأمر فإنه لا يتوب.

ولكن التوبة منه ممكنة وواقعة بأن يهديه الله ويرشده حتى يتبين له الحق، كما هدى سبحانه وتعالى من هدى من الكفار والمنافقين ".

ومما يؤكد خطر البدعة أن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع المبتدعة كان مختلفا عن موقفه من العصاة، ويوضح ذلك ما رواه البخاري في صحيحة (عن عمر بن الخطاب «أن رجلا كان يدعى