للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال شيخ الإسلام ابن تيمية منكرا على أحد المتصوفة الذي سوغ بعض البدع بدعوى الاقتداء بأهل الكتاب من عباد بني إسرائيل: " فنحن لا يجوز لنا اتباع موسى ولا عيسى فيما علمنا أنه أنزل عليهما من عند الله إذا خالف شرعنا، وإنما علينا أن نتبع ما أنزل علينا من ربنا، ونتبع الشرعة والمنهاج الذي بعث الله به إلينا رسولنا، كما قال تعالى: {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} (١) فكيف يجوز لنا أن نتبع عباد بنى إسرائيل في حكاية لا تعلم صحتها؟ (٢) وتلقي المعلومات الدينية عن أديانهم عنهم ينبغي أن يكون مشوبا بالحذر، عن التصديق بما يقولون أو التكذيب حيث أرشد إلى ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا (٣)»


(١) سورة المائدة الآية ٤٨
(٢) مجموع الفتاوى ١١/ ٤٦٣.
(٣) رواه البخاري في كتاب التفسير باب قوله تعالى: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا).