للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (١)

فالخائضون في آيات الله هم أهل الابتداع وأهل الأهواء اللذين تحرم مجالستهم وينبغي البعد عن القعود معهم.

وقد أدرك السلف خطر مجالسة أهل البدع والأهواء وحذروا منها، وكانوا قدوة في اجتنابها، قال ابن خويز منداد: منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ودخول كنائسهم والبيع، ومجالسة الكفار وأهل البدع، وألا تعتقد مودتهم ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم. وقد قال بعض أهل البدع لأبي عمران النخعي: اسمع مني كلمة؟ فأعرض عنه وقال: ولا نصف كلمة. ومثله عن أيوب السختياني وقال الفضيل بن عياض: من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه، ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها، ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة، وإذا علم الله عز وجل من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له، فبطل بهذا كله قول من زعم أن مجالستهم جائزة إذا صانوا أسماعهم (٢).


(١) سورة الأنعام الآية ٦٨
(٢) الجامع لأحكام القرآن ٧/ ١٣، دار الشعب.