للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذم الله بها الكافرين والمنافقين وبين أنه من أسباب ضلالهم وانحرافهم، وقد ذم الله عز وجل الكفار لتكذيبهم بالرسل مع معرفتهم بصدقهم، بل ويقينهم بذلك، لكنهم كذبوهم ظلما وعلوا، وقد عد العلماء من أنواع الكفر كفر التكذيب، قال ابن القيم رحمه الله: فأما كفر التكذيب: فهو اعتقاد كذب الرسل، وهذا القسم قليل في الكفار، فإن الله تعالى أيد رسله وأعطاهم من البراهين والآيات على صدقهم ما أقام به الحجة، وأزال به المعذرة، قال الله تعالى عن فرعون وقومه: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} (١) وقال لرسوله: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} (٢) وإن سمي هذا كفر تكذيب أيضا فصحيح إذ هو تكذيب باللسان (٣)، والتكذيب من أعظم أسباب الانحراف عن العقيدة الصحيحة.


(١) سورة النمل الآية ١٤
(٢) سورة الأنعام الآية ٣٣
(٣) مدارج الساكين ١/ ٣٣٧.