للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} (١) أي: سأمنع فهم الحجج والأدلة الدالة على عظمتي وشريعتي وأحكامي قلوب المتكبرين عن طاعتي والذين يتكبرون على الناس بغير حق، أي كما استكبروا بغير حق أذلهم الله بالجهل كما قال تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} (٢)

قوله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} (٣) قال قتادة: سأمنعهم فهم كتابي وقاله سفيان بن عيينة. وقيل: سأصرفهم عن الإيمان بها. وقيل: سأصرفهم عن نفعها وذلك مجازاة على تكبرهم، نظيره {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} (٤) والآيات على هذه المعجزات أو الكتب المنزلة. وقيل: خلق السماوات والأرض. أي أصرفهم عن الاعتبار بها. {يَتَكَبَّرُونَ} (٥) يرون أنهم أفضل الخلق. وهذا ظن باطل فلهذا قال: {بِغَيْرِ الْحَقِّ} (٦) فلا يتبعون نبيا ولا يصغون إليه لتكبرهم (٧)

ومما سبق يتبين أن الاستكبار عن الحق من أعظم أسباب الانحراف عن الدين الحق، إذ يدفع المرء لاتباع الهوى والإصرار على الباطل، عنادا وإثباتا لغرور الذات دون مبالاة بالحجج والبراهين.


(١) سورة الأعراف الآية ١٤٦
(٢) سورة الأنعام الآية ١١٠
(٣) سورة الأعراف الآية ١٤٦
(٤) سورة الصف الآية ٥
(٥) سورة الأعراف الآية ١٤٦
(٦) سورة الأعراف الآية ١٤٦
(٧) مختصر تفسير ابن كثير، أحمد شاكر ٢/ ٥٨.