للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: أنا عبد الله صبيغ قال: وأنا عبد الله عمر، فضربه حتى آدمى رأسه فقال حسبك يا أمير المؤمنين قد ذهب الذي كنت أجده في رأسي. أخرجه ابن الأنباري من وجه آخر عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عن عمر بسند صحيح وفيه فلم يزل صبيغ وضيعا في قومه بعد أن كان سيدا فيهم، قلت وهذا يدل على أنه كان في زمن عمر رجلا كبيرا، قال أبو أحمد العسكري اتهمه عمر برأي الخوارج (١).

وقد علق شيخ الإسلام ابن تيمية على قصة عمر رضي الله عنه مع صبيغ بقوله: " وقصة صبيغ بن عسل مع عمر بن الخطاب من أشهر القضايا فإنه بلغه أنه يسأل عن متشابه القرآن حتى رآه عمر فسأل عمر عن الذاريات ذروا فقال له عمر ما اسمك؟ قال: عبد الله صبيغ فقال: وأنا عبد الله عمر، وضربه الضرب الشديد، وكان ابن عباس إذا ألح عليه رجل في مسألة من هذا الجنس يقول: ما أحوجك أن يصنع بك كما صنع عمر بصبيغ، وهذا لأنهم رأوا أن غرض السائل ابتغاء الفتنة لا الاسترشاد والاستفهام (٢).

ويمكن أن يستفاد من فعل هذا الخليفة الراشد الذي أمرنا باتباع سنته شأنه شأن الخلفاء الراشدين الثلاثة، أن لولي الأمر المسلم الحق أن يمنع من يخشى أن يحدث قوله وفكره انحرافا فكريا على


(١) ينظر: ابن حجر الإصابة ٣/ ٤٥٩، الدارس، السنن ١/ ٦٦.
(٢) مجموع الفتاوى ١٣/ ٣١١.