للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خروجهم على أمير المؤمنين وتكفيرهم له، فكان نتيجة هذا الحوار رجوع أربعة آلاف منهم إلى جادة الحق. ويعد مثل هذا العمل إنجازا عظيما في مكافحة الغلو، وكان لقدرة عبد الله بن عباس، وعلمه الغزير، وذكائه، الأثر الكبير في هذا التحول من الغلو إلى الاعتدال وجادة الصواب.

معالجة غلو الشيعة:

وأما انحراف الشيعة فكان متفاوتا في درجاته، فعالج علي رضي الله عنه كل انحراف منها بما يناسبه، فعالج دعوى بعضهم في تفضيله على أبى بكر وعمر بجلد من يقول بذلك، وأعلن بهذه العقوبة في الناس فقال: (لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته الحد).

وأما الذين زعموا أنه ربهم فقد قتلهم حرقا بالنار بعد إصرارهم على هذا الانحراف.

فقد ذكر ابن حجر في الفتح عن أيوب عن عكرمة قال: أتي علي بزنادقة فأحرقهم.

ولأحمد من هذا الوجه أن عليا أتي بقوم من هؤلاء الزنادقة ومعهم كتب فأمر بنار فأججت ثم أحرقهم وكتبهم (١).


(١) فتح الباري ٦/ ١٥٦.