انحراف القبوريين، انحراف الفلاسفة، انحراف أهل الحلول والاتحاد، انحراف الصوفية، انحراف أهل الكلام.
فقد كشف رحمه الله جوانب الانحراف لدى الفلاسفة المنتسبين للإسلام، وبين أخطاءهم وحذر من معتقداتهم المخالفة.
وكان له كتب ورسائل في هذا المقام منها: درء تعارض العقل والنقل، ومنها: الرسالة التدمرية، وتجربة شيخ الإسلام في مواجهة الانحراف الفكري جديرة بالتدبر والاعتبار فهي تقارب هذا الزمن من جهة السماح لكل مبتدع ومبطل بالحديث عن العقيدة والطعن بما يريد، ومن العبر التي يمكن استخلاصها:
١ - أنه مهما كان بذل العالم المصلح في مجال وقاية المجتمع من الانحرافات الفكرية فإن قرب المبطلين وأصحاب الأهواء من الولاة والسلاطين يجعل أثر العالم ضعيفا غير مؤثر في أهل عصره على نحو يوازي الجهد المبذول، فإن شيخ الإسلام بالرغم من قوة حجته وتمكنه من نقد كثير من الفرق المنحرفة والآراء الشاذة فإن أثاره العلمية الغزيرة لم يكتب لها التأثير العام في وقته على النحو الذي حدث في عصور تالية حين تبنت هذه الآثار جهات لها سلطة في مكانها، وكان فقهه ونتاجه الفكري محل التهمة والتضييق في وقته إلى أن توطدت أواصر العلاقة بينه وبين السلطان الناصر، مما كان له أثره في تبني السلطان لبعض أراء الشيخ ومقترحاته بشأن مواجهة