للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعني أيضا: ببيان نوع الصلة بين شقي النفس الواحدة، وعني بتنظيم الصلة بين الجنسين في كل أحوالها وأطوارها، وقد ركب الله سبحانه وتعالى كلا من الرجل والمرأة تركيبا يتفق مع طبيعة الوظيفة التي أعده للقيام بها، كما جعل في كل واحد منهما دافعا فطريا عميقا يدفعه إلى اللقاء بالآخر ويجذبه إليه، ونظم الإسلام هذا اللقاء، ولم يتركه للفوضى ونوازع النفس الأمارة بالسوء، ولا نهبا للعواطف الثائرة، ولا فريسة للهوى والشهوة الجامحة، ولذلك شرع الزواج طريقا يتم به إشباع الحاجة الجسدية والنفسية عند كل من الزوجين، فكل منهما يحتاج إلى الآخر حاجة فطرية ضرورية، كحاجته للباسه الذي يستره ويحفظه من عوادي الطبيعة وفضول النظر، وكحاجته للسكن الذي يأوي إليه ويأنس فيه (١)، قال الله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} (٢) ...

كما عني الإسلام أيضا: ببيان الحقوق والواجبات المتقابلة بين أطراف الأسرة، وقواعد العلاقة والتعامل بين أفرادها، تحقيقا للعدالة والحق الذي قامت به السماوات والأرض: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (٣) وربط ذلك كله بالعقيدة والإيمان، وجعل تقوى الله


(١) انظر: تفسير البغوي: ١/ ١٦٨، طبعة دار طيبة بالرياض.
(٢) سورة البقرة الآية ١٨٧
(٣) سورة البقرة الآية ٢٢٨