عميقة في نفس الإنسان، وتنظيما اجتماعيا مدنيا للمساعدة في تربية الطفولة البشرية الممتدة امتدادا زمنيا لا نجده في غيرها من أنواع الحياة والأحياء، ولذلك أعلى الإسلام من مكانة الأسرة، واهتم بها اهتماما بالغا: في نشأتها وتكوينها، وفي العناية بها والرعاية بعد قيامها، وفي معالجة ما قد يطرأ عليها مما يعكر صفو العلاقة بين أفرادها، ويكاد يأتي عليها فيفصم عراها المتينة، فشرع من الأحكام ما يكفل لها القيام على أسس قوية متينة، ويضمن لها الاستقرار والقيام بأداء الوظيفة المنشودة منها، ثم حاطها بالرعاية والوقاية من أسباب الشقاق والتصدع، فإن هاجت الأعاصير، وهبت العواصف في وجهها، فإن الوفاء لهذا الركن الاجتماعي يدعو إلى اختيار العلاج الناجع بعد تشخيص دقيق للداء، وبعد معرفة أسباب الانحراف الذي يميل بهذه الأسرة عن الجادة أو يعصف بها ويزعزع أركانها.