للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التعاون في الارتفاقات، ولا تحصين الفرج، وإنما مطمح أبصارهم التلذذ بالنساء، وذوق لذة كل امرأة، فيهيجهم ذلك إلى أن يكثروا الطلاق والنكاح. ولا فرق بينهم وبين الزناة من جهة ما يرجع إلى نفوسهم، وإن تميزوا عنهم بإقامة سنة النكاح، والموافقة لسياسة المدنية، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله الذواقين والذواقات (١)».

وأيضا: ففي جريان الرسم بذلك: إهمال لتوطن النفس على المعاونة الدائمة أو شبه الدائمة، وعسى إن فتح هذا الباب أن يضيق صدره أو صدرها في شيء من محقرات الأمور، فيندفعان إلى الفراق، وأين ذلك من احتمال أعباء الصحبة، والإجماع على إدامة هذا النظم.

وأيضا: فإن اعتيادهن بذلك وعدم مبالاة الناس به، وعدم حزنهم عليه: يفتح باب الوقاحة، وألا يجعل كل منهما ضرر الآخر ضرر نفسه، وإن تخون كل واحد الآخر يمهد لنفسه إن وقع الافتراق، وفي ذلك ما لا يخفى من المفاسد والأضرار.


(١) روي هذا الحديث بألفاظ أخرى، فقد رواه البزار والطبراني في (المعجم الكبير والأوسط) عن أبي موسى بلفظ: " إن الله تبارك وتعالى لا يحب الذواقين والذواقات " وعن عبادة بن الصامت قال: " إن الله عز وجل لا يحب الذواقين والذواقات " رواه الطبراني، وفيه راو لم يسم، وبقية إسناده حسن. وانظر مجمع الزوائد للهيثمي: ٤/ ٣٣٥، المصنف لابن أبي شيبة: ٥/ ٢٥٢، المقاصد الحسنة للسخاوي: ١/ ٢٩٢.