للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مستقيم يبين ذلك قول الله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (١) {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} (٢) والنوع الآخر سنن فاسدة مدمرة تقود إلى الباطل وإلى طريق البوار وذلك على نحو ما أشار القرآن في قوله سبحانه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نَعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} (٣) وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء (٤)» قال في اللسان: يريد من عملها ليقتدي به فيها، وكل من ابتدأ أمرا عمل به قوم بعده قيل: هو الذي سنه (٥) والآن وبعد أن وضع لنا معنى التغيير، ودور السنن بقسميها نريد أن نعرف مكان الفطرة البشرية من هذه السنن، وكيف يحدث التغيير فيها، وما العوامل المؤثرة في هذا التغيير إن خيرا فخير وإن شرا فشر.


(١) سورة النساء الآية ٢٦
(٢) سورة النساء الآية ٢٧
(٣) سورة إبراهيم الآية ٢٨
(٤) رواه مسلم
(٥) لسان العرب / ١٣/ ٢٢٥