للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "قلت: يعني الإمام أبا ثور رحمه الله إنه لا يكون مؤمنا إلا إذا التزم بالعمل مع الإقرار، وإلا فلو أقر ولم يلتزم العمل لم يكن مؤمنا، وهذا الاحتجاج الذي ذكره أبو ثور هو دليل على وجوب الأمرين الإقرار والعمل" (١).

مراد أبي ثور بقوله: فإذا كان تصديقا بالقلب وإقرارا باللسان كان عندهم مؤمنا، وبقوله: يكون بشيئين في قول بعضهم.

مراده: مرجئة الفقهاء أهل الكوفة.

وبقوله: وعند بعضهم لا يكون مؤمنا حتى يكون مع التصديق عمل ... ، وبقوله: وثلاثة أشياء في قول غيرهم.

مراده: جمهور أهل السنة.

هكذا يبين أبو ثور أنه لا بد من العمل، وأن من لم يعمل لا يكون مؤمنا عند بعض أهل السنة، وهم جمهورهم.

فمن لم يجعل العمل ركنا لا يتم الإيمان إلا به، فهو ليس من هؤلاء، هو من البعض الآخر الذين هم مرجئة الفقهاء.

٣ - محمد بن الحسين الآجري: قال في الشريعة: "باب


(١) الفتاوى ٧/ ٣٨٩.