للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: " فإنه يلزم من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح، إذ لو أطاع القلب وانقاد أطاعت الجوارح وانقادت، ويلزم من عدم طاعته وانقياده عدم التصديق المستلزم للطاعة، وهو حقيقة الإيمان" (١).

وقال في كتابه الفوائد: فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل على فساد الباطن وخلوه من الإيمان، ونقصه دليل نقصه، وقوته دليل قوته (٢).

وقال حافظ بن أحمد الحكمي: "ومحال أن ينتفي انقياد الجوارح بالأعمال الظاهرة مع ثبوت عمل القلب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب (٣)».

ومن هنا يتبين لك أن من قال من أهل السنة في الإيمان: هو التصديق على ظاهر اللغة أنهم إنما عنوا التصديق الإذعاني المستلزم للانقياد ظاهرا وباطنا، بلا شك لم يعنوا مجرد التصديق" (٤).

ومما يبين التلازم بين إيمان الأعمال الظاهرة وإيمان القلب:

- أن الإنسان إما أن يقول في أعمال الجوارح: إنها من الإيمان وإنها لا تنفك عما في القلب بحيث إذا وجد الإيمان في القلب


(١) الصلاة ٥٤.
(٢) الفوائد ٩٨.
(٣) صحيح البخاري الإيمان (٥٢)، صحيح مسلم المساقاة (١٥٩٩)، سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٨٤)، مسند أحمد (٤/ ٢٧٤)، سنن الدارمي البيوع (٢٥٣١).
(٤) معارج القبول ٢/ ٢٣.